
السمندل المتجدد (Axolotl)
هذا الحيوان الصغير المكسيكي الموطن الذي يعيش كل حياته في الماء له وجه غريب مع نتوء به شعر خلف رأسه يمثل الخياشيم، ويبقى معظم الوقت في حالة اليرقات، من دون التحول إلى شكله البالغ، مع أن ذلك لا يمنعه من التكاثر.
هذا الحيوان لديه أيضا قدرات على التجدد لفتت انتباه المجتمع العلمي، فهو -كما يقول إيمانويل كورا كوستا عالم الأحياء في جامعة لا بلاتا (Universidad Nacional De La Plata) بالأرجنتين- يجدد كل شيء تقريبا في جسمه؛ يجدد الأطراف والقلب والرئتين والفك والعينين، حتى إنه يعيد تكوين جزء من دماغه إذا تعرض للتلف، وكل ذلك من دون ندوب.
ويقول باركر فلاورز من جامعة ييل (Yale University) -وهو عضو في فريق يدرس جينوم السمندل المعجزة- “إن هذا الحيوان يجدد كل عضو أصيب، إذا لم تكن إصابته مميتة”، وهو بالتالي لا يُقدر بثمن بالنسبة للباحثين المهتمين بقدرة جسم الإنسان على إصلاح نفسه، ولكنه للأسف مهدد بالانقراض في بيئته الطبيعية.

القارض الذي يعيش كالنملة
يسميه العلماء “هيتيروسيفال”، التي تعني أن رأسه غير منتظم الشكل، لكن معظم الناس يسمونه “جرذ الخلد العاري” (naked mole rat)، لأنه خال من الشعر، وهو تقريبا أصم وأعمى، لكن له بعض الخصائص المدهشة، ومن أهمها طريقة حياته، إذ يعيش في مستعمرات في أنفاق، مع تسلسل هرمي اجتماعي صارم للغاية وتحت سلطة الملكة، مما يعني أنه أقرب إلى التنظيم المعروف لدى أغلب الحشرات.
لهذا الخلد لغة أو لغات كالنقيق، وأظهرت الدراسات الحديثة أن لكل مستعمرة لهجتها الخاصة، والأم هي التي تقرر اللغة التي سيتم التحدث بها في مستعمرتها.

شبل دب الماء على سطح القمر
هذا الحيوان نُقل إلى محطة الفضاء الدولية، وتمت دراسته، وهو يوجد في جميع أنحاء الكوكب، وتحطم مسبار إسرائيلي احتوى على بضعة آلاف منه على سطح القمر في أبريل/نيسان 2019، والمحتمل جدا أن تكون هذه الكائنات نجت، ولو في حالة سبات.
ومع أن شبل دب الماء مجهري، فإن له قدرات هائلة، فهو بطيء المشية ويمكن أن ينجوا من فراغ الفضاء ودرجات حرارة تقترب من الصفر المطلق والماء المغلي، وإشعاع خطير وتأثيرات قوية مثل تلك التي تحدثها رصاصة البندقية.
يستطيع هذا الكائن البقاء على قيد الحياة في البيئات المعادية، إذ يتصلب تماما ثم يعود بعد ذلك إلى الحياة، ولكن السلبية الوحيدة لديه هي أن الاحتباس الحراري سيكون ضارا به، إذ أظهرت مجموعة من العلماء من جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) أن دببة الماء لا تحب درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة.

البلوب.. ذاكرة من دون دماغ
يحتل البلوب المرتبة الثانية في الاهتمام لدى البشر بعد الدببة المائية مباشرة، وهو ليس حيوانا أو نباتا أو بكتيريا أو عفنا أو فيروسا، بل يُصنف فيزاروم بوليسيفالوم (اسمه العلمي) على أنه كائن حي وليس خلويا، وهو بالتالي لا يتكون من خلايا، بل من شبكات من الأنابيب المترابطة التي يمكن أن تمتد عدة أمتار، وليست لديه أعضاء، ناهيك عن دماغ، وهو مع ذلك قادر على التعلم والتواصل.
وتساءل الكاتب: كيف يمكن الحفظ من دون خلايا عصبية؟ ولكن باحثين فرنسيين من مركز أبحاث الإدراك الحيواني أوضحوا عام 2019 أن “البلوب يتعلم تحمل مادة عن طريق امتصاصها”، كما ألقى فريق ألماني هذا العام الضوء على هذا اللغز قائلا “إن بنية شبكة هذا الكائن يمكن أن تكون بمثابة ذكرى للماضي”، كما قالت الأستاذة كارين عليم، المؤلفة المشاركة لهذه الدراسة.
Discussion about this post